"معاق.. ولكن".. عرض مسرحي احترافي أبطاله فنانون من ذوي الاحتياجات الخاصة


مشهد من عروض مسرحي "أرشيفية"




مدير المسرح الوطني: العرض سيكون حاضرا في تظاهرة قسنطينة


المخرج جمال قرمي: الممثلون كانوا محترفين ولم أواجه صعوبة معهم


أعلن مدير المسرح الوطني الجزائري "محي الدين باش طارزي"، محمد يحياوي اليوم، عن تأسيس فرقة مسرحية من ذوي الاحتياجات الخاصة لتكون بذلك تجربة فنية وطنية سيشرف عليها فنانون من أجل العمل أكثر على إنجاح هذا المشروع المسرحي الذي سيعني بفئة معينة.


وجاء ذلك خلال الندوة التي نظمت بالمسرح الوطني من أجل العرض الشرفي لمسرحية "معاق.. ولكن"، التي سيتزامن عرضها باليوم العالمي للمعاقين. وأوضح يحياوي أنه تم توقيع اتفاقية بين وزارتي الثقافة والتضامن، تفتح من خلالها المجال أمام المؤسسات والمراكز الثقافية لهذه الفئة، لأن تدخل المسرح الوطني كفرقة وطنية.


وفي مقابل ذلك؛ يؤكد يحياوي أنه سيدرجُ هذا العرض في تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، مضيفا أن إدارة المسرح الوطني الجزائري "لا تقصي هذه الفئة أبدا". وأعلن المتحدث عن برمجة بعض العروض المسرحية لصالح مختلف المسارح الجهوية، بالإضافة إلى إعادة تنظيم المسرح الجهوي بمختلف الولايات.


ومن جهته أكد كاتب نص مسرحية "معاق.. ولكن" رزاق محمد نبيل أنه سيكون أول عمل مسرحي ناجح يعني بهاته الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويرى أن هذا العمل يميل إلى الاحترافية، حيث يقول "لقد بذل فريق العمل كل ما بوسعهم من أجل السهر على تقديم فرقة متجانسة وتعبر عن الواقع"، مضيفا أن العمل ساهم في منحهم رؤية كيفية إقناع الجميع بضرورة الاجتهاد والنظام من أجل إنجاح هذه الورشة المسرحية. وقال أيضا "هذا النص أبدع في إخراجه جمال وعباس، حيث كان الأخوان وباقي فريق العمل يتعاملون ويتعاطون وتعاطوا مع الفرقة الممثلة بدون أية حساسة نقص دون النظر إلى الإعاقة ما أوجد لنا ثقة بالطاقم".


ومن جانبه، أكد مخرج المسرحية جمال قرمي أن هذه التجربة التي قدمت من طرف المسرح بالتنسيق مع وزارة الثقافة، كانت مقسمة على أربعة مراحل؛ الأولى تهدف إلى تطوير الخيال والذكاء والذاكرة عند الممثل، ثم كيفية التعامل مع الزميل والخشبة، وأيضا التعامل مع النص المسرحي وكيفية استخراج ملامح الصورة والمزاج. وهذه المراحل يقول عنها جمال قرمي إن الممثل هو من يقوم بتأطيرها صوتا وجسدا اعتمادا على مختصين بطبيعة الحال، مضيفا "كان العمل جد احترافي ولم يكن لدينا عائق مع اشتغالنا مع ذوي الاحتياجات الخاصة بل بالعكس كان عمل أكاديمي بحت ركزنا فيه على جانب التكوين واعتمدنا على مقاييس أكاديمية، كما أن الممثلين كانوا مُحترفين في الالتزام ولديهم قدرة كبيرة في الإرادة ".


وأثنى مخرج المسرحية على المجهودات التي حققها ممثلو المسرحية والتي تفاعل معها طاقم العمل كثيرا، حيث يقول "عندما أقتُرح المشروع على مدير المسرح رحب بالفكرة مباشرة، بسبب أن هذا العمل تكوين إنساني ولديه نتائج بعيدة، تعاملنا مع الممثلين كمحترفين، وكان أحد أهداف الورشة أيضا هو اكتشاف البعد الثقافي والتمثيلي عند هذه الفئة المساهمة الفعالة لهذه الفئة بالمجتمع، إذ تفتح لهم مجال للإبداع، وتمنحهم التعبير عن معاناتهم من خلال عمل مسرحي أنتج خصيصا لهذه الفئة ، وخصوصا أن هذا المشروع سيكون مولود جديد بعد العرض الشرفي له بيوم 14 مارس بالمسرح الوطني".


من ناحية أخرى، أوضح خبير الكوريغرافيا رياض بروال في الندوة التي نشطها فريق العمل المسرحي، أنه لم يتردد لحظة في العمل في هذا المشروع المسرحي الذي يبرز فكرة التحرر من الإعاقة والمشاركة في ميادين الحياة، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق منذ البداية على التعامل مع الممثلين بطريقة احترافية دون النظر إلى أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدا "هم تجاوبوا معنا كما تجاوبوا مع بعضهم البعض".






Admin

Enregistrer un commentaire

Plus récente Plus ancienne