بوتين يهدد بـ"الردع النووي" للاحتفاظ بالنفوذ الروسي على القرم


فلاديمير بوتين




الرئيس الروسي يوقع انطلاق "الحرب الباردة الثانية"


قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه اضطر إلى نشر قواته لتفادي ما وصفه بـ"حمام دم" في شبه جزيرة القرم، ولفت إلى أنه كان مستعدا قبل عام لاستنفار القوات النووية إزاء أي تدخل غربي محتمل في هذه المنطقة.


وأضاف بوتين -في فيلم وثائقي عرض على قناة "روسيا1" العامة، عشية الذكرى السنوية الأولى لضم القرم إلى روسيا- أن بلاده اتخذت كل الاستعدادات تحسبا لأسوأ احتمال يمكن أن تصل إليه الأمور، مشيرا إلى أنها نشرت أيضا في القرم بطاريات صواريخ دفاعية ساحلية من طراز "باستيون"، وأسلحة من شأنها ردع بارجة أميركية كانت آنذاك في البحر الأسود عن التدخل.


وشدد على أن موقف روسيا كان حازما جدا، مما دفع الآخرين إلى تجنب إثارة نزاع دولي، وقال إنه اضطر لإعطاء التعليمات والأوامر اللازمة للجيش الروسي بشأن موقف البلاد في كل الظروف، "لأننا كنا نجهل آنذاك ما إذا كان الغرب سيتدخل عسكريا أم لا".


وأكد بوتين أنه كان على روسيا تعزيز وجودها العسكري في القرم ليتيح عديد جنودها إيجاد الظروف المواتية من أجل تنظيم استفتاء "من دون حمام دم"، وذلك في إشارة إلى نشر قوات هيئة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش، لكنه قال إن عدد الجنود الروس الذين أرسلوا لم يتجاوز سقف عشرين ألف شخص تجيز معاهدة مع أوكرانيا نشرهم في القاعدة البحرية الروسية في ميناء سيباستوبول الذي يستخدمه الأسطول الروسي في البحر الأسود.


وتدارك الرئيس الروسي بالقول إنه لو لم تقم موسكو بهذه الخطوات لكانت الأحداث في القرم اتخذت منحى مشابها للسيناريو الذي نراه اليوم في دونباس في شرق أوكرانيا، حيث أسفر نزاع مسلح بين القوات الأوكرانية والانفصاليين منذ 11 شهرا عن نحو ستة آلاف قتيل. ولفت بوتين إلى أن روسيا لم تكن لديها نية في ضم القرم قبل الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي للكرملين فيكتور يانوكوفيتش في فيفري 2014، وقال إن تطور الأحداث في أوكرانيا هو الذي دفع إلى التفكير في ضمها، خاصة أن المعلومات كانت تشير إلى وجود خطط لجماعات متطرفة أوكرانية، من أجل القيام بعمليات استفزازية.


وأشار في هذا الصدد إلى أنه أوضح للقادة الغربيين أن القرم كانت جزءا من أراضي روسيا تاريخيا، وأن هناك روس يقيمون فيها ولا يمكن التخلي عنهم لأنهم في خطر. كما كشف كيف نظم -بمساعدة الاستخبارات الروسية- خطة لتهريب يانوكوفيتش إلى روسيا بعد رحيله عن العاصمة كييف، مضيفا بأنه لا يستطيع تقييم عمله.


وقال "لم يكن بوسعي توقيع الأمر حول اللجوء إلى القوة ضد المتظاهرين الذين كان بينهم عدد كبير من القوميين المتطرفين المسلحين"، وختم بالقول "ربما كان ذلك جيدا أو سيئا، إلا أن نتائج القرار خطيرة وهذا واضح".


وأشارت القناة إلى أن تصوير الوثائقي -ومدته ثلاث ساعات تقريبا- استغرق ثمانية أشهر، دون أن تحدد موعد تسجيل المقابلة مع الرئيس الروسي الذي أثار غيابه عن أي ظهور علني منذ الخامس مارس الجاري تكهنات عدة حول وضعه الصحي.






Admin

Enregistrer un commentaire

Plus récente Plus ancienne